إيجار المنازل للسوريين في استنبول ، ما بين يوك وأولماز|تركوار turkvar.com
آذار 25, 2016
3090
التعليقات (0)
يعيش السوريون اليوم واقعاً مريراً في دول اللجوء بما فيها تركيا، ما بين مطرقة القرارات الحكومية التعسفية والتي تحد من حرية اللاجئين وتكبل أحلامهم بحياة كريمة واندماج في المجتمع التركي ، وبين سندان المواطنين الأتراك المتعصبين لعاداتهم وتقاليدهم لدرجة رفض الآخر وازدرائه بل والتعامل معه بفوقية وعنجهية ما أنزل الله بها من سلطان .
ومن أمثلة تلك ( العنجهيات ) ، امتناع معظم الأتراك - والكلام هنا عن الاستنبوليين - بما أننا خبرناهم وأعددنا التقرير عنهم بالذات ، امتناعهم عن تأجير منازلهم للسوريين اللاجئين الفارين إليهم من جور بشار وجنده ، فأين الإسلام وحق الجوار وإغاثة الملهوف بل ونصرة المستضعفين في الأرض ...
نعم سئمنا من تلك الشعارات البراقة ، والأهازيج الكاذبة الزائفة التي يرددونها على الملأ ، فلم نعد مهاجرين بالنسبة لهم ولم يكونوا يوماً أنصاراً لنا ...
وبالعودة إلى عين الخبر ، قمنا في فريق العمل بالاتصال بأكثر من خمسين مواطناً تركياً قاموا بعرض منازلهم للإيجار في موقع صاهبندن ، وهو أشهر موقع للتجارة الالكترونية في تركيا ، طبعاً بالاستعانة بأحد المواطنين الأتراك لتجاوز حاجز اللغة .
واخترنا حالة منطقية لأسرة مكونة من أربعة أشخاص وبدون أولاد ، تريد أن تستأجر شقة في مدينة استنبول ، وكانت المفاجأة دائماً واحدة ، والجواب المحتوم يأتي بيوك ( لا ) أو أولماز ( مستحيل ) ...
لماذا مستحيل يا ابن الحلال !!!
أما الإجابة فتختلف من مؤجر إلى آخر ، فبعضهم لا يريد أصلاً أن يبرر رده الجلف ذاك ـ وبعضهم الآخر صرح بأنكم أنتم ( سوري زنكيل )، وعليه فأمامكم المنازل الفارهة اذهبوا فاستأجروها ، أو انتقلوا للعيش في ضواحي اسطنبول ، كأسنيورت أو بيليكدوز ، تلك التي يعافها الأتراك ويحذرونها نظراً لحدوث زلزلال فيها قبل عقدين من الزمن ...
ولم نتمكن من إقناع مواطن تركي واحد بأن يقوم بتأجير تلك العائلة المتوسطة الحال شقته في استنبول ، علماً بأن بعض الشقق المعروضة لا ترقى للاستخدام الآدمي أصلاً ، فهي تارة تحت الأرض وتارة فوقها بشبر ... فعلى شو شايفين حالهم فيها !!! الله أعلم .
وإلى أن يفرّج الله هم السوريين المهجرين في استنبول وغيرها من المدن التركية ، ليس لهم إلا العيش في الضواحي ، أو دفع إيجارات باهظة تبدأ بستمئة دولاراً أمريكياً ، أو الاكتواء بنيران السماسرة والمبالغ الباهظة التي يطلبونها على الدلالة أو ما يدعى بالكمسيون ...